بيان ما يطلب في ذي الحجة الحرام
اعلم أن شهر ذي الحجة شهر معظم حرام ، وفيه الحج الذي هو ركن من اركان الاسلام ، شهر معظمة حرماته ، موفورة خيراته ؟، تستجاب فيه الدعوات ، وتقضى الحاجات ، وفيه الليالي العشر التي أقسم الله تعالى( والفجر وليال عشر ) فيا له من قسم عظيم .
واختلفوا في المراد بالفجر وبالعشر :
1- فقيل المراد بالفجر فجر كل يوم ، واقتصر عليه الجلال السيوطي رحمه الله تعالى في (( تفسيره )) .
2- أو فجر أول يوم من المحرم ، لأنه تتفجر منه السنة .
3- أو فجر أول يوم النحر ، لأن فيه اكثر مناسك الحج وفيه القربات .
4- أو فجر أول يوم من ذي الحجة ، لأنه قرن به الليالي العشر .
5- أو فجر يوم عرفة ، وهذا قول ألأكثر .
والمراد بالليالي العشر :
1- عشر ذي الحجة ، وعليه اقتصر الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في تفسيره .
2- وقيل : هي العشر الأواخر من رمضان .
3- وقيل العشر الأول من المحرم ، وإنما قال : ( وليال عشر ) بالتنكير لأنها أفضل ليالي السنة .
قال الحافظ محمد بن ناصر الدين الدمشقي الشافعي في رسالة له في فضائل عشر ذي الحجة : والقول الأول قول الأكثر ، وهو : أنه عشر ذي الحجة ، وهو المشهور الصحيح ، ثم سرد أحاديث استدل بها على ذلك .... إلى أن قال :
والأكثرون على أن الفجر فجر يوم عرفة والعشر عشر ذي الحجة كما تقدم .
وقال أبو عثمان : كانوا يفضلون ثلاث عشرات : العشر الأول من ذي الحجة ، والعشر الأول من المحرم ، والعشر الأواخر من رمضان .
والأخبار مشعرة بتفضيل عشر ذي الحجة على العشرين المذكورين ، لأن فيه يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر ، وفي الحديث : ( ما من أيام أفضل عند الله من عشر ذي الحجة ، ولا ليال أفضل من لياليهن ) وهو خاتم الأشهر المعلومات المذكور في قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات ) وهي شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة وبعضهم أخرج منه يوم النحر .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : ما من أيام أفضل عند الله تعالى من هذه الأيام أيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير ، فإنها أيام تهليل وتكبير وذكر لله عز وجل ، وأن صيام يوم فيها يعدل صيام سنة ، والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة على غير ذلك من الأحاديث في مثل ذلك .
ثم قال : وجاء أنه يستجاب في هذه العشر الدعاء ، كما روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه : أن الأيام المعلومات هي تسع ذي الحجة غير يوم النحر ، وأنه لا يرد فيهن الدعاء ، وكيف يرد فيهن الدعاء وفيهن يوم عرفة الذي الذي روي أنه افضل أيام الدنيا ، فيما أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا . اهـ باختصار .
هذا ولنذكر ما اطلعنا عليه من التهليل والتكبير والأدعية في ذي الحجة فنقول : رايت بخط بعض الأفاضل أنه يطلب أن يقرأ كل يوم من عشر ذي الحجة عشر مرات :
لا إله إلا الله عدد الليالي والدهور .
لا إله إلا الله عدد الأيام والشهور .
لا إله إلا الله عدد امواج البحور .
لا إله إلا الله عدد اضعاف الأجور .
لا إله إلا الله عدد القطر والمطر .
لا إله إلا الله عدد اوراق الشجر .
لا إله إلا الله عدد الشعر والوبر .
لا إله إلا الله عدد الرمل والحجر .
لا إله إلا الله عدد الزهر والثمر .
لا إله إلا الله عدد أنفاس البشر .
لا إله إلا الله عدد لمح العيون .
لا إله إلا الله عدد ما كان وما يكون .
لا إله إلا الله تعالى عما يشركون .
لا إله إلا الله خير مما يجمعون .
لا إله إلا الله في الليل إذا عسعس .
لا إله إلا الله في الصبح إذا تنفس .
لا إله إلا الله عدد الرياح في البراري والصخور .
لا إله إلا الله من يومنا هذا إلى يوم ينفخ في الصور .
لا إله إلا الله عدد خلقه أجمعين .
لا إله إلا الله من يومنا هذا إلى يوم الدين ) انتهى .
ولا رأيت ذلك الفاضل عزاه أو أسنده إلى أحد ، بل قال : إن له فضائل كثيرة ، ثم رايت العلامة الونائي رحمه الله تعالى قال في رسالته : روى الطبراني رحمه الله تعالى في معجمه الكبير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( من قال في عشر ذي الحجة كل يوم عشر مرات : لا إله إلا الله عدد الدهور ، لا غله غلا الله عدد امواج البحور ، لا إله إلا الله عدد النبات والشجر ، لا إله إلا الله عدد القطر والمطر ، لا إله إلا الله عدد لمح العيون ، لا إله إلا الله خير مما يجمعون ، لا إله إلا الله من هذا إلى يوم ينفخ في الصور غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .