بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد :
من العجيب والملفت للنظر في هذا الزمان ، ظهور فرقة من المسلمين ، تدعي الانتساب إلى أهل السنة والجماعة ، وتنتقد سائر علماء أهل السنة والجماعة ، وتصفهم بأوصاف لا تذكر حتى لكافر ، مع الغمز واللمز وتقليل شأن هذا العالم أو ذاك في نظر طالب العلم ، مع شهود إجماع المسلمين على علمه وورعه وفقهه وزهده ، ولا عمدة لهم في العلم إلا لعالم من المسلمين قد ضل سواء السبيل ، وتركوا الجم الغفير من علماء المسلمين ورموهم بأشياء هي عنهم عقلا تستحيل ، خصوصا مع إجماع العلماء الأجلاء الفضلاء التي دانت لهم الأمة وتلقت عنهم كافة العلوم ، واعترف بعلمهم وفضلهم خصمهم قبل المحب لهم والآخذ من معين علمهم ، وهم من المتبعين للكتاب والسنة في سائر أحوالهم الظاهرة والباطنة .
وهذه الفرقة الآخذة بعنان هواها ، المتأثرة في عقيدتها بعقيدة النصارى واليهود ، المستدلة بما في التوراة والإنجيل المحرفتين ، على صفات الله بأوصاف تشبه أوصاف المخلوقين ، الآخذة بخلاف إجماع المسلمين عقيدة وفقها ، مع تعارضها لمقاصد وروح الشريعة الإسلامية ، وتكفيرها لبعض الفرق الإسلامية ، ووصفهم لبعض العلماء بأوصاف قبيحة بل والتنفير منهم بقولهم هم من أهل البدعة والضلالة ، وأضف على ذلك التحذير من قراءة كتبهم ، وبذلك قد مهدوا الطريق لنشر أهوائهم وأفكارهم ، حيث رفضوا كتب أهل العلم بحجة أنهم يخالفون الكتاب والسنة ، وأن هؤلاء العلماء إنما أتوا بشيء من رؤوسهم دون أثر أو دليل .
وبهذه الحجة الواهية يدخلون بها على عموم المسلمين ، بالشك والتنفير في ذهن من يتبعهم ، ويزرعون في نفوس النشء أن من يخالفهم على ضلال وجهل وخلل في العقيدة ، و يقول علماء هذه الفرقة لمن يخالف منهجهم هؤلاء على خطر عظيم جانبوا التوحيد الصافي وأشركوا بالله العلي العظيم .
والناظر إلى أحوالهم ، القارئ لكتبهم ، المستمع لخطبهم ، الناقد لدروسهم ، لا يقدر أن يصفهم إلا بالجهل وقلة العلم ، وقد قيل المرء عدو ما يجهل .
وبعد هذه المقدمة الملمة لبعض أمور هذه الفرقة ، التي خرجت على عموم المسلمين بشيء جديد في شكله قديم في مضمونه ، إلا أنه أشد تركيزا وأفتك بالمسلمين وأشد تأثيرا عليهم ، وقد أتاهم في دينهم ، بقول فريد من نوعه ، حيث يقولون لعوام الناس لا تأخذوا حكما شرعيا إلا بالدليل الشرعي ، إما من الكتاب أو السنة ، وهذا أمر صعب فالعالم هو من يعلم الدليل ، وتفصيل المسائل وما يتعلق بها من أحكام ، وأما العامي فلا يعلم هذه التفاصيل ، ولكن يريدون بهذا القول إشغال العلماء بالعوام ، وبهذا يفتح الباب لمن لا علم له بالفتوى ، حيث أن الأمر مقصور على الحكم والدليل ، وهذا يمكن لكل من علم شيئا قليلا من العلم ، وبهذا تترك علوم كثيرة بحكم أنها لا تمت إلى شرع الله بصلة .
وأخيرا دعوة إلى إخواني المسلمين ، أن يتبصروا في أمور دينهم ، وأن يرجعوا إلى تراثهم ، ويأخذوا عن علماء الأمة ، ويعرفوا بأن هؤلاء الشيوخ لهم أهداف في نسف تراث المسلمين بدعوى المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ، والصحيح أنهم لم يفهموها ولم يعوها فقالوا ما قالوا ، وادعوا ما ادعوا ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والعاقبة للمتقين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد :
من العجيب والملفت للنظر في هذا الزمان ، ظهور فرقة من المسلمين ، تدعي الانتساب إلى أهل السنة والجماعة ، وتنتقد سائر علماء أهل السنة والجماعة ، وتصفهم بأوصاف لا تذكر حتى لكافر ، مع الغمز واللمز وتقليل شأن هذا العالم أو ذاك في نظر طالب العلم ، مع شهود إجماع المسلمين على علمه وورعه وفقهه وزهده ، ولا عمدة لهم في العلم إلا لعالم من المسلمين قد ضل سواء السبيل ، وتركوا الجم الغفير من علماء المسلمين ورموهم بأشياء هي عنهم عقلا تستحيل ، خصوصا مع إجماع العلماء الأجلاء الفضلاء التي دانت لهم الأمة وتلقت عنهم كافة العلوم ، واعترف بعلمهم وفضلهم خصمهم قبل المحب لهم والآخذ من معين علمهم ، وهم من المتبعين للكتاب والسنة في سائر أحوالهم الظاهرة والباطنة .
وهذه الفرقة الآخذة بعنان هواها ، المتأثرة في عقيدتها بعقيدة النصارى واليهود ، المستدلة بما في التوراة والإنجيل المحرفتين ، على صفات الله بأوصاف تشبه أوصاف المخلوقين ، الآخذة بخلاف إجماع المسلمين عقيدة وفقها ، مع تعارضها لمقاصد وروح الشريعة الإسلامية ، وتكفيرها لبعض الفرق الإسلامية ، ووصفهم لبعض العلماء بأوصاف قبيحة بل والتنفير منهم بقولهم هم من أهل البدعة والضلالة ، وأضف على ذلك التحذير من قراءة كتبهم ، وبذلك قد مهدوا الطريق لنشر أهوائهم وأفكارهم ، حيث رفضوا كتب أهل العلم بحجة أنهم يخالفون الكتاب والسنة ، وأن هؤلاء العلماء إنما أتوا بشيء من رؤوسهم دون أثر أو دليل .
وبهذه الحجة الواهية يدخلون بها على عموم المسلمين ، بالشك والتنفير في ذهن من يتبعهم ، ويزرعون في نفوس النشء أن من يخالفهم على ضلال وجهل وخلل في العقيدة ، و يقول علماء هذه الفرقة لمن يخالف منهجهم هؤلاء على خطر عظيم جانبوا التوحيد الصافي وأشركوا بالله العلي العظيم .
والناظر إلى أحوالهم ، القارئ لكتبهم ، المستمع لخطبهم ، الناقد لدروسهم ، لا يقدر أن يصفهم إلا بالجهل وقلة العلم ، وقد قيل المرء عدو ما يجهل .
وبعد هذه المقدمة الملمة لبعض أمور هذه الفرقة ، التي خرجت على عموم المسلمين بشيء جديد في شكله قديم في مضمونه ، إلا أنه أشد تركيزا وأفتك بالمسلمين وأشد تأثيرا عليهم ، وقد أتاهم في دينهم ، بقول فريد من نوعه ، حيث يقولون لعوام الناس لا تأخذوا حكما شرعيا إلا بالدليل الشرعي ، إما من الكتاب أو السنة ، وهذا أمر صعب فالعالم هو من يعلم الدليل ، وتفصيل المسائل وما يتعلق بها من أحكام ، وأما العامي فلا يعلم هذه التفاصيل ، ولكن يريدون بهذا القول إشغال العلماء بالعوام ، وبهذا يفتح الباب لمن لا علم له بالفتوى ، حيث أن الأمر مقصور على الحكم والدليل ، وهذا يمكن لكل من علم شيئا قليلا من العلم ، وبهذا تترك علوم كثيرة بحكم أنها لا تمت إلى شرع الله بصلة .
وأخيرا دعوة إلى إخواني المسلمين ، أن يتبصروا في أمور دينهم ، وأن يرجعوا إلى تراثهم ، ويأخذوا عن علماء الأمة ، ويعرفوا بأن هؤلاء الشيوخ لهم أهداف في نسف تراث المسلمين بدعوى المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ، والصحيح أنهم لم يفهموها ولم يعوها فقالوا ما قالوا ، وادعوا ما ادعوا ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والعاقبة للمتقين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .