الحمدُ لربٍ منفردِ = لم يُولَدْ جلَّ ولا ولدَ
وصلاةٌ منهً على طه = وسلامٌ يجري طول مدى
والآلِ وصحبٍ أعلامٍ = نرجو لهم منه المددا
من بعدِ فذا عقد الدينِ = فأحفظه تكن ممن سعدا
عشرون صفاتٍ قد وجبت = لإله العرش كما وردا
فوجودٌ مع قدمٍ فاعلم = وبقاءٌ لا يتلوه ردى
ومخالفةُ المخلوقِ قيام = النفس غنىً عما وجدا
والوحدانيةُ في الذاتِ = والوصفِ وفعلٍ فاعتمدا
وحياةٌ علمٌ قدرته = وإرادتهُ الأشياء أبدا
سمعُ المسموعِ كذا بصرٌ = كقديمِ كلامٍ ما نفدا
كونُ المولىَ حياً فاعْرِفْ = كالباقيَّ من سبعٍ عَدَدا
نَفْسِيَتَهُ الأولىَ ذَكَرُوا = خمسٌ سَلَبَتْ ضِداً سُرِدَا
ومعاني السبعِ ومع كونٍ = فبمعناويتها عُقِدا
ولها أضدادٌ قدْ نُفِيتْ = عنهُ لن نُشْرِكَهُ أحَدَا
والجهلُ بربِكَ ذو خطرٍ = والعلمُ بهِ نهجُ السُعَدا
ودليلُ الوصفِ الإجمالي = فرضٌ فاحفظْ ينفعكَ غدا
فوجودُ الكونِ دليلُ وج = ودِ اللهِ به عقلٌ شَهِدا
فإذا أوجبت له أُوجِب = قِدَماً للهِ ولا تَمِدَا
ومتى ثَبَتَ قِدمٌ ثَبَتَ = للهِ بقاً أبداً أبدا
وبِذا فاحكمْ بمخالفةٍ = لحوادِثِهِ تلقىَ الرَشَدَا
وغِنَاهُ المطلقُ عن خلقٍ = معناهُ قيامً النفسِ بَدَا
لا وصفَ تراهُ لا جِرْما = فيحلُ بِذا أو يسْتَنِدا
لو كانَ اثنينِ لما انتَظَمتْ = جاءَ القرآنُ وقدْ وَرَدَا
والميْتُ فليسَ لهُ أثرٌ = لمْ يُعْرَفْ للأمواتِ يَدَا
والجهل كعجزٍ أو كَرْهٍ = فانْفِ وانظُرْ منكَ الجَسَدَا
لو لم يسمع يُبصر ربي = لتحطمتِ الأشيا بَدَدَا
لو لمْ يتكلمْ مولانا = لمْ يُرْسِلْ بكلامٍ أحدا
إيجادُ الممكنِ إعدامٌ = فأجزهُ علىَ اللهِ الصَّمَدا
ووجوبُ الأَصْلح ممنوعٌ = وهوَ المختارُ إذا قصدا
يعطيهم إنْ شا أو يمنعْ = يُغْني منْ شا يُفْقِر أمدا
للرسلِ صفاتٌ أربعةٌ = أوجِبْ واحْذرْ بِدْعَ البُعَدا
فالصدقُ أمانةُ تبليغٌ = فطنا كلٌ ليسوا بُلَدا
والضدُ محالٌ فاعلمهُ = وأجِزْ عرضاً لا نقصَ بدا
لو تركوا الصدقَ لما ظهرت = معجزةُ اللهِ لهم أبدا
لو خانوا لمْ نُؤمَرْ بهمُ = لو كتموا ضاعَ الدينُ سُدا
لو بَلَدوا ما قهروا خَصْماً = بالحُجَّةِ عَانَدَ أو جحدا
وأولوا عزمٍ بعد الهادي = إبراهم موسى إذْ وردا
عيسى نوحٌ في آخرهم = فيما نرويه معتمدا
أفضلهم خيرُ الخلقِ أتى = إياكَ ومنْ للحقِ عَدَا
وسؤالُ المنكرِ في قبرٍ = ونعيمُ عذابٌ من شرَدَا
والبعثُ وحشرٌ مع نشرٍ = حوضٌ ميزانٌ لا عددا
وصراطٌ يعلو متن النا = رِ فيسقطُ فيها منْ طردا
والجنةُ بدءاً أوجدها = كالنارِ وخالفْ منْ مَرَدا
والجنُ عبادٌ كلفهم = كالأنسِ إذا عرضوا اعتمدا
أملاكٌ حورٌ ولدانٌ = في الخلدِ لعبدٍ قد خَلَدَا
ووليَّ اللهِ وشرعتهِ = وكرامتهِ تبقىَ أبدا
وأولو الإيمانِ يرون الل = هَ بدارِ الخلدِ كما وعدا
وصلاة اللهِ على الهادي = والالِ وأصحابٍ سعدا
ما غرد فيهم عمران = يرجو فوزاً في الحشرِ غدا