مناظرة بينهما فى أن أسماء الله هل هى توقيفية
دخل رجل على الجبائى فقال هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلا
فقال الجبائى لا لأن العقل مشتق من العقال وهو المانع والمنع فى حق الله محال فامتنع الإطلاق
قال الشيخ أبو الحسن فقلت له فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيما لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهى الحديدة المانعة للدابة عن الخروج ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضى الله عنه
( فنحكم بالقوافى من هجانا *** ونضرب حين تختلط الدماء )
وقول الآخر
( أبنى حنيفة حكموا سفهاءكم *** إني أخاف عليكم أن أغضبا )
أى نمنع بالقوافى من هجانا وامنعوا سفهاءكم
فإذا كان اللفظ مشتقا من المنع والمنع على الله محال لزمك أن تمنع إطلاق حكيم عليه سبحانه وتعالى
قال فلم يحر جوابا إلا أنه قال لى فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلا وأجزت أن يسمى حكيما
قال فقلت له لأن طريقى فى مأخذ أسماء الله الإذن الشرعى دون القياس اللغوى فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلا لان الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته
قلت كذا وقع فى هذه المناظرة فى إنشاد البيت حكموا بالكاف وهو المشهور فى روايته وكنت أجوز أن يكون حلموا باللام لمقابلته بالسفهاء ثم رأيت فى كتاب الكامل للمبرد رحمه الله تعالى
( أبنى حنيفة نهنهوا سفهاءكم *** إنى أخاف عليكم أن أغضبا )
( أبنى حنيفة إننى إن أهجكم *** أدع اليمامة لا توارى أرنبا )
وهما لجرير