بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن عرف الانسان الكتابة ، وهو يقيد كل ما يتلقاه أو يستنتجه من علوم في الكتاب ، حتى يحفظ ويروى للأجيال القادمة ، وحتى الاسلام أقرها في العهود والمواثيق والعقود ، والكتاب اليوم عند كثير من الناس قد نقصت أهميته ، وذلك لظهور شبكة المعلومات العنكبوتية ( الإنترنت ) والناس تتلقى هذه التقنية بانبهار شديد ، أفقدها رشدها ، وأفقدها قيمة الكتاب التي لا تقدر بمال ، فوجد الناس كل ما يتمنوه من كتب في هذه الشبكة ، وما اسهل من أنك تكبس على علامة التحميل حتى ينزل ويصبح في جهازك خلال دقائق أو ثوان معدودة ، واهملت الكتب والمكتبات ، وضعفت طباعة الكتب تأثرا كبيرا بما حصل في هذه الشبكة المعلوماتية الضخمة ، فللأسف أصبحت الكتب الورقية غير متوفرة بالأسواق ، وهذا الأمر إن دل على شيء فهو على قلة القراء ، ولا تحسب علينا طلاب المدارس والجامعات فهم مجبولون على القراءة لأجل الدرجات والشهادات ، وأنا أرى هذا الأمر من ضعف الطباعة للكتب والتراث الاسلامي ، هو مؤشر على انتكاسة ثقافية كبرى ، لأن في الزمن القريب كان في كل بيت مكتبة اسلامية عربية علمية ، يتوارثها الأبناء جيلا بعد جيل ، حتى يبقى تراثنا الإسلامي المجيد باقيا مدى الزمن ، ينير الطريق ، ويهدي المستبصرين ، لا أنه موجود في هذه الشبكة العنكبوتية يبقى ببقائها ويذهب بذهابها ، بل محفوظا في كل بيت ، ولو أحرقت مكتبة فهناك الف مكتبة ، وإن أغرقت مكتبة او سرقت ، فهناك الكثير من المكتبات فيبقى تراثنا بين أيدينا وفي صدرونا وبين جدران منازلنا ومساجدنا ، ولنتعاهد جميعا على الاهتمام بالكتاب الورقي فهو الكتاب المضمون ، والذي نرجع له عند الحاجة والمراجعة والاستذكار ، ولا نعتمد بحال من الأحوال على الشبكة العنكبوتية التي قد تذهب دون سابق إنذار كما بدأت هكذا فجأة ، ولنقول الكتاب هو ميراثنا لأجيال السابقة بعدنا ، وحفظا للأمانة كما حفظها من قبلنا ، فلنحفظ الكتاب لمن بعدنا فهو أمانه وأي أمانة .