أهل السنة والجماعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهل السنة والجماعة

موقع أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية والعقائدية والرد على من خالفهم

  نرحب بكم بمنتدى أهل السنة والجماعة ، نرجو منكم الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك ، هدفنا من هذا المنتدى النصيحة لأنفسنا ولغيرنا ولسائر المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة ، الدين النصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم .

    حديث الثقلين

    خادم السنة
    خادم السنة
    Admin


    عدد المساهمات : 163
    تاريخ التسجيل : 01/08/2009

    حديث الثقلين Empty حديث الثقلين

    مُساهمة  خادم السنة السبت أكتوبر 10, 2009 2:32 am

    لشبهة الثامنة: بخصوص حديث الثقلين

    أورد المعترض حديث الثقلين وتحديداً بهذه الرواية:

    ما أخرجه الطبراني بإسناده عن زيد بن أرقم قال: ( نزل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الجحفة، ثم أقبل على الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني لا أجد لنبي إلاّ نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن ادعى فأجيب، فما أنتم قائلون ؟ قالوا: نصحت. قال: أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق، وأن البعث بعد الموت حق ؟ قالوا: نشهد، قال: فرفع يديه فوضعهما على صدره، ثم قال: وأنا أشهد معكم. ثم قال : ألا تسمعون ! قالوا: نعم. قال: فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون عليَّ الحوض، وإنّ عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تحلفوني في الثقلين فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال: كتاب الله، طرف بيد عزّوجل، وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلّوا، والآخر: عترتي. وإنّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض، وسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ثم أخذ بيد علي ـ رضي الله عنه ـ فقال: من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . (*) ــ وجه الاعتراض:

    (1). ما هو حظ أهل السنة من هذا الحديث في إتباع أهل البيت ؟

    (2). بالإضافة إلى اعتبارهم (الشيعة) أن من عادى سيدنا علي ابن أبي طالب مشمول بالحديث (… وعادِ من عاداه) فما قولنا نحن أهل السنة في من ثبت إيذائه وشتمه لسيدنا علي ؟

    أجاب فضيلته:

    هذه الرواية أخي الكريم قد رواها الإمام مسلم في صحيحه، وهو أصح من معجم الطبراني وأوثق، فتخريجها من المعجم الكبير للطبراني ـ والذي لا يزال ناقصا لم يعثر على بقيته ـ إبعاد للنجعة، والأولى تخريجها من مسلم، ولعل من ناقشكم حاد عن رواية مسلم لأنها لا تسند مراده من حصر أهل البيت في علي وفاطمة والحسنين، وهاك لفظ مسلم:

    )) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا إسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَقَدُمَ عَهْدِي وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ قَالَ وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ قَالَ نَعَمْ)) ا. هـ.

    فهذا رسول الله أوصى بأمرين، أما الأول فهو كتاب الله فبين أن فيه الهدى والنور وأمر بالأخذ به والتمسك بهديه ورغب فيه، ثم ذكر الناس بأهل بيته وأوصاهم بهم، وههنا مسائل:

    الأولى: قد عرفنا الوصية بكتاب الله أن المقصود بها العمل به وتطبيقه، فما معنى الوصية بأهل البيت؟ المعنى الذي اتضح لنا من خلال هذه الرواية هو رعايتهم وحياطتهم بالصلة والبر وتعاهد من احتاج منهم وافتقر لأنهم تحرم عليهم الصدقة فتكون حاجتهم إلى من يتعاهدهم أكثر من غيرهم، فهذا هو المعنى الظاهر، فالوصية بكتاب الله وصية بالعمل به، والوصية بأهل بيته وصية برعايتهم وتعاهدهم من أجل أنهم لا تحل لهم الصدقات التي يستغني بها الفقراء، فالوصية تحمل في كل طرف على ما يليق به، كما لو قال قائل لولده أوصيك بأمك وأختك وعبيدي وزرعي ودوابي. فهذه الوصية يختلف معناها باختلاف الموصى به فالوصية بالأم أي معناها البر بها وطاعة أمرها، والوصية بالأخت هي البر بها وتزويجها من كفء، والوصية بالعبيد هي عدم ظلمهم بمنع قوتهم ونحوه، والوصية بالزرع تعاهد سقيه وإصلاحه، والوصية بالدوام بتعاهد الماء والعلف وإصلاح الحظيرة .. إلخ وهكذا .

    فكذلك لما أوصه بكتاب الله كان معنى الوصية به العمل به، ولما أوصى بأهل بيته كان معنى ذلك برهم وتعاهدهم لا سيما زوجاته اللاتي يدعهن بعده فإن المرأة إذا مات زوجها ذهب معينها ومن يتعاهد شؤونها لا سيما مع فقد الأب والأخ وخاصة مع فقد الولد كما في كل زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك من تحرم عليهم الصدقة من باقي أهل بيته.


    الثانية : أن رواي الخبر قد ذكر أهل البيت الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ .. وهؤلاء ليسوا كلهم أهل البيت عند الشيعة الإمامية، وأما أهل السنة فهؤلاء كلهم من أهل البيت عندنا لقرابتهم، وقد بين الراوي أنهم كلهم تحرم عليهم الصدقة.

    الثالثة: أن راوي الخبر قد ذكر نساء النبي من أهل البيت وهذا موافق لمذهب أهل السنة مباين لمذهب الشيعة.

    فأهل السنة أسعد وأولى بهؤلاء من الشيعة لأن الشيعة قد أخرجوا من أهل البيت كل من عدا الأربعة بخلاف أهل السنة، كما أن الشيعة لم يعتنوا إلا بروايات الصادق والباقر من متأخري أهل البيت بخلاف أهل السنة الذين اعتنوا بروايات كل من هو من أهل البيت، ولم ينبذ أهل السنة فقه ابن عباس ولم يخرجوا آل العباس من أهل البيت بينما ناصبهم الشيعة العداء .

    فهم يأخذون بحديث الكساء وينبذون كتاب الله وراء ظهورهم، ومن عنده مسكة من عقل لا يشك إن هو قرأ الآيات من سورة الأحزاب والتي تبدأ بيا نساء النبي إلى آخرها والتي جاء في ضمنها آية التطهير لا يشك أن نساءه هن المخاطبات بهذا لا شك ولا ريب .. ولكن أعماهم التعصب، وحديث الكساء جاء بعد نزول الآيات لا معارضة للآيات ونسخا لها وردا على الله تعالى ما قضى وقدر، ولكن رجاء في توسيع دائرة هذا الفضل ليشمل الأربعة وكذلك فعل مع آل العباس صلى الله عليه وسلم، فأخذ الشيعة بحديث الكساء مقابل بردهم لواضح القرآن، أما أهل السنة فآخذون بهما معا ولا يضربون أحدهما بالآخر.

    اقتباس:

    فما قولنا نحن أهل السنة في من ثبت إيذائه وشتمه لسيدنا علي ؟

    ثبت الشتم والسب من العباس لعلي رضي الله عنهما، فما عسانا نقول؟ لا يجوز التعرض لأحدهما بشيء فكلاهما من أكابر أهل البيت بنص الحديث السابق .


    والسب والشتم إذا حصل بين الأقارب والأصهار وأبناء العمومة والطبقة الواحدة لم يلتفت إليه ولا يعد شيئا، ولا ننتقص به من قدر أحد، ولا نعده جرحة في واحد منهما، لأن هذا شأن الأقران غالبا .

    وأما إن كان الساب لعلي ومن في مقامه ليس من أصهاره ولا أقرانه وطبقته كأن يكون من التابعين فمن بعدهم فهذا جرحة فيه وفسق، ليس لنا إلا هذا السبيل وإلا لفسقنا مثل العباس لتعرضه لعلي أو عليا لتعرضه للعباس وهذا محال، والله أعلم.

    اقتباس:

    ذكر الشيخ في معرض جوابه: وأما إن كان الساب لعلي ومن في مقامه ليس من أصهاره ولا أقرانه وطبقته كأن يكون من التابعين فمن بعدهم فهذا جرحة فيه وفسق … إلخ .


    فأورد المعترض هذه الشبهة:

    اقتباس:

    فمعاوية بن أبي سفيان : المشهور عنه أنه اتخذ من سيدنا الإمام علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» عدواً ، وهو من سن سنة سب سيدنا الإمام علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» على المنابر وانتشرت من بعده في عهد الأمويين.

    (1) . فما قولكم يا أهل السنة في هذه المسألة ؟

    (2) . وما قولكم في جيش معاوية ، بهذا الحديث :

    مسند أحمد : عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نحمل في بناء المسجد لِبنة لِبنة وعمار بن ياسر يحمل لِبنتين لِبنتين ، قال : فرآه رسول الله « صلى الله عليه وسلم » فجل يَنفض التراب عنه ويقول : يا عمار ألاتحمل لِبنة كما يحمل اصحابك ؟ قال : اني أريد الأجر من الله . قال : فجعل يَنفض التراب عنه ويقول : ويحَ عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار . (1)

    البخاري : وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمرّ به النبي « صلى الله عليه وسلم » ومسح عن رأسه الغبار وقال : ويح عمار ! تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. (2)

    السيرة النبوية : فدخل عمار بن ياسر وقد أثقلوه باللِبن ، فقال : يا رسول الله « صلى الله عليه وسلم » قتلوني ، يحملون عليّ ما لايحملون ، قالت أم سلمة زوج النبي « صلى الله عليه وسلم » : فرأيت رسول الله « صلى الله عليه وسلم » ينفض وفرته بيده ـ وكان رجلا جعدا ـ . وهو يقول : ويحّ ابن سمية . ليسوا بالذين يقتلونك ، إنما تقتلك الفئة الباغية . (3)

    ويقول : فغضب رسول الله « صلى الله عليه وسلم » ثم قال : ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، إن عمارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي. (4)

    سنن الترمذي : عن أبي هريرة عن النبي « صلى الله عليه وسلم » قال : أبشر يا عمار تقتلك الفئة الباغية . (5)

    خصائص النسائي : بأسناد مختلفة كما في الترمذي. (6)

    *****************************
    1 ـ مسند أحمد ج 3 ص 91 .

    2 ـ البخاري ج 2 ص 87 .

    3 ـ السيرة النبوية ج 2 ص 142.

    4 ـ نفس المصدر ص 143 .

    . 5 ـ سنن الترمذي ص 542 .

    6 ـ خصائص النسائي ص 29 .

    أجاب فضيلته:

    انتبه هنا لأمور:

    * · إن كنت استنبطت العداوة من خلال السب فالعباس عدو على مذهبك، وإن كان من خلال القتال فعائشة وطلحة والزبير أعداؤك، وهذا هو حقيقة قول الشيعة فلا تكن معهم في باطلهم، وما يكون بين هؤلاء الأقران لا يقاس على ما يكون بين غيرهم.

    * · وأما أن معاوية هو من سن سب علي فهذا لا دليل عليه البتة وهو من أكاذيب الشيعة على جملة الصحابة، وفعل جهال بني أمية ، لايجوز أن يتحمل تبعته معاوية، ولا شك أن القتال أشد من السب فعلى هذا لعلك تتأهب لمعاداة أم المؤمنين وطلحة والزبير ومن معهما.

    * · وأحب لك وأنت تتكلم عن معاوية ألا تنسى أنه صهر رسول الله أخو زوج رسول الله أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان، وهو ابن عم علي أيضا وما يكون بين هذه الطبقة من مشاحنات لا يجوز أن نتدخل نحن فيه، ومن يمت إلى رسول الله بقرابة نسب ومصاهرة لا يليق أن نتحدث عنه وكأنه كسائر الناس، وما كان بينه وبين علي فكالذي كان بين عائشة وطلحة والزبير وأقرانهم مع علي فالحذر الحذر.

    * · والترقيع الذي ذكرته له مسمى آخر هو التأويل الحسن وحسن الظن الذي أمرنا به في حق الأكابر، ومن حرمه الله هذا (الترقيع) اتخذ العباس عدوا واتخذ أم المؤمنين ومن معها أعداء، بل من لم يرقع لقول علي ردا على رسول الله إن أنفسنا بيد الله إن شاء بعثناء حتى قال رسول الله وكان الإنسان أكثر شيء جدلا كما في الصحيح فمن لم يرقع هذه فهو رقيع ولا شك فالترقيع الذي عبته على أهل السنة هو من فضائلهم وهو واجب في حق الأكابر وفرض ومن حرمه الله منه لم يسلم من الوقوع للأكابر.

    * · وينبغي ألا يخفى عليك أن معاوية لم يصر أمير المؤمنين إلا بتنازل الحسن بن علي بن أبي طالب له ولفرقته الباغية، فهل نعود على الحسن باللائمة لذلك مع أن النبي مدحه لهذا ولقبه سيدا؟

    * · وإن ذكرت حديث عمار فلا تنس حديث يصلح الله به بين فئتين من المؤمنين فإن ذكرت البغي فلا تنس الإيمان، والبغي لم يكن صفة معاوية وحده بل صفة عائشة وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم من أكابر الصحابة وهي أيضا صفة زيد بن علي بن الحسين في خروجه على هشام، وهذه من زلات الأكابر المغفورة لما لها من تأويل، فهذه فرقة مؤمنة باغية على إمامها يغفر الله لها لسابقتها وحسن بلائها في الإسلام، وأما معادة معاوية وحده من بين سائر هؤلاء فلا المنطق يؤيدها ولا قواعد الشريعة ولهذا فإن الشيعة امتدت عداوتهم إلى هؤلاء جميعا وإلى الشيخين أيضا وسائر العشرة نسأل الله السلامة.

    ******************

    اقتباس:

    (2). وما قولكم في جيش معاوية ، بهذا الحديث: ….. ؟؟

    هذا الحديث صحيح وهو دال على أمرين:


    الأول : أن الفئة التي تقتل عمارا هي فئة يصدق عليها وصف البغي على ولي الأمر.

    الثاني: أن الفئة الباغية تدعوا عمارا إلى النار.


    مناقشة الأمر الأول من عدة جوانب:

    الجانب الأول :

    أن أهل السنة جميعا يقرون أن جيش معاوية يصدق عليه وصف البغي بل وجيش الجمل أيضا، ولكن يجب ألا ينسى المستدل بهذا الحديث الأدلة الأخرى، كقوله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) صدق الله العظيم.

    وهذه الآية دالة بوضوح على أن وصف البغي لا ينفي وصف الإيمان ـ بخلاف دعوى الرافضة ـ ودعت الآية إلى الإصلاح بين الفئتين المؤمنتين، ومن المعلوم أن أولى من يصدق عليهم هذا الوصف هم من اقتتلوا من أصحاب رسول الله وهذا لم يحدث إلا في الجمل وصفين فإذا لم تكن هذه الفئة الباغية هي الفئة المؤمنة التي تحدث القرآن عنها فمن تكون إذن؟ ومن أولى منها بوصف الإيمان؟


    الجانب الثاني:

    أنه كذلك يجب ألا ينسى المستدل بحديث عمار أن يستدل بحديث : (إن ابني سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين) وهذا الحديث من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم حيث أخبر عما سيكون على يدي الحسن بن علي من الإصلاح بين المؤمنين وهذا قد تحقق وشهد عليه التاريخ عندما اصطلح الحسن ومعاوية وتنازل الحسن طواعية عن الخلافة لمعاوية .. فانظر كيف أثنى النبي على الإصلاح بين الفئتين ووصفهما بالإيمان، ذلكم الإصلاح الذي استحق الحسن به السيادة بجدارة، وما كان الحسن ليتنازل لمعاوية لو ظن أن معاوية خال من وصف الإيمان كما تدعي الرافضة وأذنابهم، لأن تسليم أمور المسلمين للدعاة إلى النار والمنافقين الكفار الفجار من أعظم الذنوب بل من الكفر ومن المحال أن يستحق الحسن المدح والثناء والسيادة من أجل كفر ومن المحال أن يتنازل عن ولاية أمور المسلمين لعدو داعية إلى النار، فإن من يولي دعاة النار يكون هو أيضا داعية إلى النار بالتسبب كما لا يخفى.


    الجانب الثالث:

    أن البغي كما أنه لا ينافي وصف الإيمان فكذلك قد يكون الباغي صاحب حق، كمن بغى على سلطان جائر آخذ للحقوق، فإن الشريعة أمرتنا أن نقف مع السلطان وإن جار وظلم ولا نخرج عليه، وإن كان الباغي صاحب حق وله تأويل سائغ، من أجل أن الخروج مفسدته أعظم وأكبر .. ومعاوية لم يخرج على أمر علي إلا من باب أنه صاحب حق ـ فهو ولي دم عثمان المقتول ظلما ـ ومن حقه المطالبة بقتلة عثمان لقوله تعالى: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا) إلا أن معاوية لم يسلك السبيل المتعين عليه في ذلك من تفويض أمر القصاص لولي الأمر علي بن أبي طالب الموصوف بالعدل والقضاء وظن أنه يعجز عن ذلك، ولذا فمعاوية وإن كان باغيا إلا أنه باغ مؤمن صاحب حق، ومن هنا توقع ابن عباس أن يؤول الأمر إلى معاوية.


    قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ((وقد أخذ الإمام الحبر ابن عباس من عموم هذه الآية الكريمة ولاية معاوية السلطنة، وأنه سيملك؛ لأنه كان ولي عثمان، وقد قتل عثمان مظلومًا، رضي الله عنه، وكان معاوية يطالب عليًا، رضي الله عنه، أن يسلمه قتلته حتى يقتص منهم؛ لأنه أموي، وكان علي، رضي الله عنه، يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك، ويطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة، وأبى أن يبايع عليًا هو وأهل الشام، ثم مع المطاولة تمكن معاوية وصار الأمر إليه كما تفاءل ابن عباس واستنبط من هذه الآية الكريمة. وهذا من الأمر العجب وقد روى ذلك الطبراني في معجمه حيث قال:

    حدثنا يحيى بن عبد الباقي، حدثنا أبو عمير بن النحاس، حدثنا ضَمْرَةُ بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن زَهْدَم الجَرْمي قال: كنا في سمر ابن عباس فقال: إني محدثكم حديثا ليس بسر ولا علانية؛ إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان -يعني عثمان -قلت لعلي: اعتزل فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج، فعصاني، وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية، وذلك أن الله تعالى يقول : { { وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ }} الآية. ولتحملنكم قريش على سنة فارس والروم وليقيمن عليكم النصارى واليهود والمجوس، فمن أخذ منكم يومئذ بما يُعْرَف نجا، ومن ترك وأنتم تاركون، كنتم كقرن من القرون، هلك فيمن هلك.))ا هـ.

    قلت ولهذا الخبر طرق هذا أحدها، وروي نحوه عن الحسن بن علي، وفيه أن معاوية صاحب حق، لكن مع هذا يجب قتاله مع ولي الأمر إذا أمر ولي الأمر بذلك، لأنه باغ، والباغي مستحق للقتال بمجرد وصف البغي وإن كان مؤمنا صاحب حق فافهم.

    مناقشة الأمر الثاني :

    وهو أن حزب معاوية يدعون عمارا إلى النار .. وهذا الكلام يجب تأويله لأمور:

    الأول: أننا نعلم بالضرورة أن جيش الجمل وصفين لم تتوجه منهم الدعوة إلى جيش علي بدخول النار على الحقيقة، ولا صاحوا فيهم أن هلموا إلى النار لفظا ونطقا، ولا كتبوا إليهم بذلك، ومن المعلوم أن الطائفتين تخافان من النار وتستعيذان بالله منها وتحذرانها لأنها طائفة مؤمنة كما تقرر، فوجب أن لا تكون دعوتهم عمارا إلى النار على الحقيقة وإنما هذه دعوة مجازية فكأنهم لما دعوه إلى الخروج على السلطان المفروض الطاعة وهو علي وذلك من أسباب دخول النار كانوا كمن يدعوا إلى النار، فالدعوة إلى أسباب دخول النار دعوة إلى النار، وهذا لا يتنافى مع وصف الإيمان ولا أنهم طلاب حق كما تقدم ولكنهم لم يسلكوا الصراط القويم في المطالبة بالحق.

    الثاني : أن الأخذ بظواهر هذه الأخبار يوجب تكفير طائفة معاوية لأن من دعا إلى النار على الحقيقة فهو كافر، وكفر معاوية ومن معه محال لأن القرآن سماهم مؤمنين ولأن النبي سماهم كذلك ولأن الحسن اصطلح معه وتنازل له والتنازل عن ولاية أمر المسلمين لكافر كفر محقق وقد أجمعت الناس على ولايته عام الجماعة ولا يجمع الله الأمة على ضلالة فكيف على ولاية كافر!! فوجب أن لا يكون معاوية داعية إلى النار على الحقيقة بل مجازا وإن كان مؤمنا صاحب حق.

    الثالث: أنه لو وجب أخذ هذا الخبر على ظاهره بلا تأويل لوجب أخذ حديث: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) فيؤول الأمر إلى أن الكل في النار! وهذا باطل بالضرورة.

    والحاصل أن أهل السنة يأخذون بحديث عمار وبغيره من الأدلة فيضمونها إلى بعضها البعض ويفقهون معناها ويعرفون مجازها وبلاغتها وأما الرافضة فيأخذون منها ما يشتهون فقط. ومذهب الرافضة نتيجته أن الحسن بن علي الذي يدعون عصمته هو من ولى الداعية إلى النار رأس المنافقين على المسلمين فانظر على من عاد طعنهم في معاوية ؟؟ !!والله أعلم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 1:12 am