أهل السنة والجماعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهل السنة والجماعة

موقع أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية والعقائدية والرد على من خالفهم

  نرحب بكم بمنتدى أهل السنة والجماعة ، نرجو منكم الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك ، هدفنا من هذا المنتدى النصيحة لأنفسنا ولغيرنا ولسائر المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة ، الدين النصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم .

    اجتناب الشئ قبل الإسلام

    خادم السنة
    خادم السنة
    Admin


    عدد المساهمات : 163
    تاريخ التسجيل : 01/08/2009

    اجتناب الشئ قبل الإسلام Empty اجتناب الشئ قبل الإسلام

    مُساهمة  خادم السنة الأحد أكتوبر 11, 2009 3:17 am

    الشبهة الأولى : اجتناب الشئ قبل الإسلام

    • الشبه الأولى: أورد المعترض هذا الحديث:

    ما رواه الإمام البخاري في صحيحه وقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل أن ينزل عليه الوحي قدَمَ إلى زيد بن عمرو بن نفيل سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال : إني لا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه . (*)
    وجه الاعتراض:
    إذاً فان زيدا كان في الجاهلية أفضل من رسول الله يتجنب من أمر الجاهلية مالا يتجنبه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .

    أجاب الشيخ الأزهري – حفظه الله – عن هذا الاعتراض :

    * · أن اجتناب الشيء قبل ورود الشريعة رأي محض ، واختيار خاص ، لا يفضل اختيارا آخر، ولهذا قال تعالى: ((وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ )) صدق الله العظيم .

    فسمى الله التحليل والتحريم دون إذن شرعي سماه كذبا وافتراء، فليس من حق أحد أن يحلل أو يحرم دون ورود الشرع بذلك.

    * · ومن المعلوم أن زيد بن عمرو بن نفيل لما اجتنب ما ذبح للأصنام إنما اجتنبه برأيه لا اتباعا للقرآن الكريم، لأن القرآن لم ينزل بعد بتحريم الأكل مما ذبح على النصب، ولهذا فالأكل مما ذبح على النصب وغيره قبل ورود الشريعة موصوف بالحل على قاعدة الأصل في الأشياء الحل حتى يرد المنع، أو الأصل في غير المضار الحل حتى يرد المنع، فأين ورد المنع الذي يستند إليه زيد؟؟ لم يرد .

    * · فهو رأي منه واختيار محض مثله مثل يعقوب في قوله تعالى: ((كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) .

    * · ففي هذه الآية دليل على أنه ما من شيء من الطعام كان محرما على بني إسرائيل إلا ما حرمه يعقوب على نفسه لما نذر إن شفاه الله أن يحرم على نفسه أطيب الطعام والشراب إليه وهو لحم الإبل وألبانها، فهذا اختيار منه، وإلا فما من شيء من الطعام حرمه الله، ومنه ما يذبحه الجهال للأصنام فنحن أولى به من الأصنام ـ هكذا يقول العقل ـ حتى ورد الشرع بتحريم أكله .

    * · وبلغنا أن العقلاء من المسلمين في بلاد البوذيين يأخذون الطعام الذي يرمى لأصنام بوذا فيأكلونه خلسة، وهذا من كمال إيمانهم لأنهم يعلمون أن الأصنام لن تضرهم إذا سلبوها الطعام .

    * · ولولا ورود الشرع لقسنا الذبائح على سائر الأطعمة التي تقدم للأصنام من فاكهة وعسل ونحوها فإنه لا يحرم أكلها باتفاق، بينما الوهابية اليوم هم الذين يتشددون هذا التشدد حتى يعدون ما يذبحه الشيعة في عاشورا بمنزلة ما ذبح على النصب ويعدون ما يذبحه محبو البدوي في ثوابه أو فقراء محلته مما ذبح لغير الله فيحرمونه مع أنه حلال لأنهم ذبحوه باسم الله في ثواب الميت أو للفقراء المجاورين للميت فالتنطع والتشدد فيما لا معنى له لا يجوز .

    * · فزيد لا يكون أفضل من عمرو من الناس إذا اجتنب شيئا باختياره لا بأمر شرعي وإنما يكون أفضل منه إذا ورد الشرع بالتحريم فأقدم عمرو وانتهى زيد فهنا الكلام لا قبل ورود الشرع.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:59 pm