بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد أخوتي في الله وأحبابي الكرام ها قد أقبل علينا شهر الخير والبركة شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ومن المعلوم أن الهمة تزداد في هذا الشهر والذنوب تقل والروح تصفي والنفس تهدأ والشيطان يصفد وعلى هذا ينبغي للمريد السالك الفقير إلى الله أن يغتنم هذا الشهر المبارك الطيب بالتقرب إلى الله بمزيد من الأعمال الصالحة عسى أن يكرمه الله بالقرب من حضرته القدسية وأن يجعله من أهل المراتب العلية فقد أخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في الفرج، والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله عز وجل نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وأسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم
وشهر رمضان من أعظم النفحات الربانية علينا وعلى جميع الخليقة في الكون فقد أخرج ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والخطيب والأصبهاني في الترغيب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله تعالى صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو شربة من ماء، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى لكم عنهما؛ فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار
فلذلك أقدم بين يديك هذا البرنامج المتكامل الشامل خلال اليوم والليلة من شهر رمضان المبارك وحرصت كل الحرص على أن يكون فيه النفع للدين والدنيا والآخرة وفيه ما يزكي النفس ويطهر القلب ويرفع الدرجات ويزيد الحسنات ويحط السيئات وينجي من الدركات وهذا هو البرنامج نبدأ به على بركة الله تعالى من أول ليلة من ليالي رمضان وهي الليلة التي يرى فيها الهلال ويثبت شهر الصوم فأقول وبالله تعالى التوفيق وعليه المعتمد وبه الاستعانة إنه ولي ذلك والقادر عليه :
إذا كان آخر يوم من شهر شعبان المبارك الطيب وقبل غروب آخر شمس من شموسه النيرة فقم وتوضأ وأحسن الوضوء ثم صلِّ ركعتين سنة الوضوء ثم اجلس على ركبتيك مستقبل القبلة الشريفة خالياً مع الله تعالى متفكراً في عظمته جل جلاله مستجلباً رحمته ورضاه وراجياً عفوه ومغفرته . محاسباً لنفسك متذكراً ذنوبك وتقصيرك مع الله تعالى . ثم أعلن توبتك الصادقة لله وإنابتك بحرقة إليه جل في علاه ممرغاً قلبك بين يديه والعين باكية والقلب خاشع ثم بعد ذلك عليك بما يلي :
• أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه 100 مرة
• لا إله إلا الله الحق المبين 100 مرة
• اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بعدد علمك 100 مرة
• سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 100 مرة
ثم تبقى جالساً على ركبتيك مستقبل القبلة الشريفة منتظراً دخول شهر رمضان المبارك سائلاً ربك الكريم أن يبلغك إياه فإذا ارتفع أذان المغرب فقل :
الحمد لله الذي بلغني شهر رمضان اللهم أهله عَلَيْنا باليُمْنِ وَالإِيمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى والسكينة والرزق الحسن والعافية المجللة ودفاع الأسقام ، والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، اللهم سلمنا لرمضان، وسلمه لنا، وسلمه منا حتى يخرج رمضان وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا
اللهم اعني على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان واجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء همي وذهاب حزني وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله حجة لي ولا تجعله حجة علي واجعله سائقي ودليلي إليك إلى جنات النعيم
وتدعو لأهلك ولمن تريد وأكثر من الدعاء لأخوتك في الله وأحبابك
بـعـد صـلاة الـمـغـرب
بادر إلى صلاة المغرب جماعة وكذلك باقي الصلوات الخمسة واحذر أن تترك الجماعة فهي من سنن الهدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي من آداب المريد الصوفي ومن أساسيات الطريق إلى الله فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: صَلاَةُ الرّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ، بِضْعاً وَعِشْرِينَ دَرَجَةً. وَذَلِكَ أَنّ أَحَدَهُمْ إِذَا تَوَضّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمّ أَتَى الْمَسْجِدَ. لاَ يَنْهَزُهُ إِلاّ الصّلاَةُ. لاَ يُرِيدُ إِلاّ الصّلاَةَ. فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاّ رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ. وَحُطّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ . حَتّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ . فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي الصّلاَةِ مَا كَانَتِ الصّلاَةُ هِيَ تَحْبِسُهُ . وَالْمَلاَئِكَةُ يُصَلّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الّذِي صَلّى فِيهِ. يَقُولُونَ: اللّهُمّ ارْحَمْهُ. اللّهُمّ اغْفِرْ لَهُ. اللّهُمّ تُبْ عَلَيْهِ . مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ . مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ.
وبعد صلاة المغرب حافظ على أذكار المساء الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيها النور والبركة ثم قم وصلي سنة المغرب البعدية ركعتين ثم عليك بصلاة الأوابين ست ركعات
ثم بعد ذلك قراءة حزب الإمام النووي رحمه الله فهو من أهم الأوراد لكل مريد يرجو الله واليوم الآخر :
حزب الإمام النووي رضي الله عنه
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، بسمِ اللهِ ، اللهُ أكبرُ الله أكبرُ اللهُ أكبرُ، أقولُ على نفسي ، وعلى دِيني ، وعلى أهلي ، وعلى أولادي ، وعلى مالي ، وعلى أصحابي ، وعلى أديانهم ، وعلى أموالهم ؛ ألف بسمِ اللهِ ، اللهُ أكبرُ الله أكبرُ اللهُ أكبرُ أقول على نفسي ، وعلى دِيني ، وعلى أهلي ،وعلى أولادي، وعلى مالي ، وعلى أصحابي ، وعلى أديانهم ، وعلى أموالهم ؛ ألف ألفِ بسمِ اللهِ ، اللهُ أكبرُ الله أكبرُ اللهُ أكبرُ ، أقول على نفسي ، وعلى دِيني ، وعلى أهلي ،وعلى أولادي، وعلى مالي ، وعلى أصحابي ، وعلى أديانهم ، وعلى أموالهم ؛ ألف ألفِ لا حول ولا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم ، بسم الله ، وبالله ، ومن الله ، وإلى الله ، وعلى الله ، وفي الله ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم . بسم الله على دِيني وعلى نفسي وعلى أولادي ، بسم الله على مالي وعلى أهلي وعلى أصحابي ، بسم الله على كلِّ شيءٍ أعطانيه ربي ، بسم الله ربِّ السماوات السبع ، ورب الأرضين السبع ، ورب العرش العظيم (بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاثاً) بسم الله خير الأسماء في الأرض وفي السماء ، بسم الله أفتتح وبه أختتم ؛ الله الله الله ، اللهُ ربي لا أشرك به شيئاً ، الله الله الله . اللهُ ربي لا إله إلاّ الله ،اللهُ أعزُّ وأجلُّ وأكبرُ مما أخافُ وأحذر ، بك اللهم أعوذ بك مِن شرِّ نفسي ، ومِن شرِّ غيري ، ومن شرِّ ما خلق ربي وذرأ وبرأ، وبك اللهم أحترزُ منهم ، وبك اللهمَّ أعوذ مِن شرورِهم ، وبك اللهم أدْرَأُ في نحورِهم وأُقدِّمُ بين يديَّ وأيديهم (بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، ثلاثاً) ومِثلُ ذلك عن يميني وأيمانهم ، ومِثلُ ذلك عن شمالي وعن شمائلهم ، ومِثلُ ذلك أمامي وأمامهم ، ومِثلُ ذلك من خلفي ومن خلفهم ، ومِثلُ ذلك من فوقي ومن فوقهم ، ومِثلُ ذلك من تحتي ومن تحتهم ، ومِثلُ ذلك محيطٌ بي وبهم . اللهم إني أسألك لي ولَهم من خيرِك بخيرِك الذي لا يملكه غيرك ، اللهم اجعلني وإيّاهم في عبادِكَ وعياذك وجوارِكَ وأمانكَ وحزبك وحِرْزِك وكنَفِكَ ، من شر كلّ شيطانٍ وسلطان ، وإنسٍ وجان ، وباغٍ وحاسد ، وسَبعٍ وحيَّةٍ وعقرب ؛ ومن شرِّ كلِّ دابَّةٍ أنت آخِذٌ بناصيتِها، إنَّ ربِّي على صراطٍ مستقيم، حسبي الربُّ مِن المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي الرازق من المرزوقين ، حسبي الساتر من المستورين ، حسبي الناصر من المنصورين ، حسبي القاهر من المقهورين ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي مَن لم يزل حسبي ، حسبي اللّهُ ونِعم الوكيل ، حسبي الله من جميع خلقه (إنَّ وليي اللهُ الذي نَزَّلَ الكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلّى الصَّالحين، وإذا قَرَأْتَ القُرْءانَ جعَلْنا بينك وبين الذينَ لا يُؤْمنونَ بالآخِرَةِ حجاباً مسْتوراً ، وجعلنا على قُلُوبِهمْ أَكِنَّةً أنْ يَفْقَهُوهُ وفي ءاذانِهمْ وَقْراً ، وإذا ذَكَرْتَ ربَّكَ في القُرْءانِ وَحْدَهُ وَلَّوْا علَى أدْبارِهِمْ نُفُورا ،فإنْ تَوَلَّوا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إلَهَ إلاّ هُوَ عَلَيهِ توَكَّلْتُ وهُوَ رَبُّ العَرْش العَظِيم ، سبعاً) ( ولا حول ولا قُوة إلاّ بالله العلي العظيم ، ثلاثا) وصلَّى الله على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه وسلَّم . ثم ينفث من غير بصق عن يمينه ثـلاثاً وعن شماله ثـلاثاً ومن أمامه ثلاثاً ومن خلفه ثلاثاً (خَبَأْتُ نفسي في خزائن بسم الله ، أقفالها ثقتي بالله ، مفاتيحها لا قوة إلاّ بالله ، أُدافـِعُ بك اللهم عن نفسي ما أُطيقُ وما لا أُطيق ، لا طاقةَ لمخلوقِِ مع قدرةِ الخالق ؛ حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثلاثا)
ومن ثم قراءة سورة الواقعة ودعاءها فهي أيضاً من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها الخير للدين والدنيا والآخرة وتزيل الهم والكرب عن الذي يقرأها بفضل الله تعالى
ثم تتابع حياتك كما هي عادتك في كل يوم فإذا اقترب وقت صلاة العشاء فقم واستعد للذهاب إلى المسجد لحضور الجماعة مع المسلمين
هذا في اليوم الأخير من شهر شعبان أما في أيام رمضان فعليك بالانشغال بالدعاء والذكر قبيل أذان المغرب وبالنسبة للصلاة وما يتبعها تفعل كما سبق ولكن لتحرص على الدعاء عند الصلاة وقبلها وبعدها فإن دعوة الصائم لا ترد
عدل سابقا من قبل Alsharef_Khaled في الخميس أغسطس 20, 2009 11:36 pm عدل 2 مرات