أهل السنة والجماعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهل السنة والجماعة

موقع أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية والعقائدية والرد على من خالفهم

  نرحب بكم بمنتدى أهل السنة والجماعة ، نرجو منكم الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك ، هدفنا من هذا المنتدى النصيحة لأنفسنا ولغيرنا ولسائر المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة ، الدين النصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم .

    سيدي محمد بلقائد التلمساني قدس الله سره الشريف

    avatar
    هبري بلقائدي


    عدد المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 12/11/2009

    سيدي محمد بلقائد التلمساني قدس الله سره الشريف Empty سيدي محمد بلقائد التلمساني قدس الله سره الشريف

    مُساهمة  هبري بلقائدي الخميس نوفمبر 12, 2009 4:13 am

    [بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيد الأولين و الأخرين و بعد
    فهذه ترجمة لإمامنا القدوة الولي سيدي محمد بلقائد قدس الله سره الشريف
    من مجلة اللواء الاسلامي

    [size=24]الإمام محمد بن محمد بالقائد ..الداعية والمجاهد


    شخصية فريدة وخصال مجيدة ..ودور عظيم فى الإصلاح والتجديد


    [b]الإمام الفاضل العارف بالله قدوة السالكين ..الشيخ السيد الشريف محمد بن محمد بالقائد الإديس الحسنى الذى ينتهى نسبة إلى الإمام الحسن السبط بن على بن أبى طالب ..وعندما نتناول سيرته نرجو الله أن ينفعنا بها . فى بلاد الجزائر ..وبالتحديد فى مدينة تلمسان الشهيرة عاصمة غرب الجزائر ولد الشريف محمد بن محمد بالقائد عام 1911 ميلادية الموافق 1332 هجرية...وقد نشأ وتربى على أرض هذه المدينة ،وتلقى العلم عن أكابر علمائها وأفاضل صلحائها وأجلة مشايخها ..كما نشأ فى بيت علم وشرف وولاية .. فكان أبوه على قدر كبير من الصلاح ،شديد الملازمة للعلماء ..وقد كان شيخنا مجددا ومجتهدا ذكيا نابغا ذا ذاكرة حادة سريع الحفظ متيقظا لماحا .

    مشايخ الإمام

    وتلقى الإمام بالقائد العلم عن أساطينه ، فمن مشايخه بتلمسان ،العلامة الشيخ أحمد أبو عروق الأزهرى ،والشيخ العلامة بالحساين النجار والشيخ أحمد الخالدى والشيخ ابن ناصر ..وله فى طلب العلوم رحلات جاب فيها الأرض شرقا وغربا فى بلاد المغرب والمشرق والجزائر ،وقد أجازه كل من لقيه سواء من المتقدمين كالسيد المحدث العلامة عبدالحى الكتانى ، والحافظ أحمد بن الصديق الغمارى ومن المتأخرين كالشيخ عبدالفتاح أبى غدة ..وتلقى العلم أيضا قراءة لكتب الأمهات والبحوث المهمات .

    عصر الشيخ
    وكان عصر الإمام بالقائد عصرا عصيبا ،فهو عصر الاستعمار الرهيب ،حيث وجد الشيخ بلده وقومه تحت الاحتلال من قبل المستعمر الفرنسى ،الذى يريد أن يقضى على العقيدة والعروبة ،فقاوم الشيخ الاستعمار أشد المقاومة ، وانخرط فى سلك المجاهدين الأحرار المدافعين عن العقيدة والعروبة ..بل كان من كبار المجاهدين الأخيار الصادقين الأبرار ،وأبلى بلاء المخلصين ،وقدم نفسه وولده وماله وكل عزيز لديه ،حتى أتم الله نصره للجزائر وأهلها ،وأقر عين الشيخ برؤية جند الباطل مهزومين وقد خرجوا من الجزائر مخذولين .

    شيخ فتوح الإمام
    أكرم الله الإمام بالقائد بأن هيأ له المربى الفاضل الشيخ الإمام الربانى الأسوة الإمام السيد الشريف محمد الهبرى رضى الله عنه ، الذى ربى جسد الإمام بالقائد وروحه ،وتعهده بالعناية والرعاية منذ صغر سنه ..وقد أخذ عنه الإمام بالقائد جل العلوم ،فكان شيخ فتوحه ومربى جسده وروحه .

    بداية ظهور الامام
    وكانت بداية أمر الإمام عيد لمريديه ،فبعد مضى فترة من الزمن قضاها فى رحاب شيخه الإمام الهبرى رحمه الله يغتذى أشرف العلوم ويرتشف أعذب المواهب وأنداها ،حتى غدا على قدم راسخ وعلو كعب فى جميع العلوم والمعارف ..أذن له شيخه بالسير ونفع الغير ،وتلقين الذكر وتربية المريدين ،ولكنه رضى الله عنه أحسن الرضا تأدبا مع شيخه ،ولزم الصمت ولاذ من هذا الأمر بالفرار حتى غادر شيخه هذه الدنيا ،و كذلك متأدبا مع أبناء الشيخ وأحفاده ،حتى مضى أكثرهم ،وعندها لم يجد شيخنا الإمام من هذا الأمر بد ،فما كان أمامه إلا أن يصدع بما أمر ويظهر فى هذا الطريق ويستمر ،نشرا لما أوتى من علم ومعرفة ،ولئلا يكتم علما آتاه الله إياه فجهر بدعوته .

    جهاد الإمام
    وجاهد الإمام بالقائد فى تربية المريدين بكل ما أوتى من قوة ..وقد كان عطوفا شفيقا رفيقا بالأمة ، دائم الدعوة والدعاء لهم ،محبا يرق قلبه ويحنو ويرثى لضعفائهم والمشتغلين منهم بما لا ينفعهم فى أمر دينهم وآخرتهم ،ناصحا لكل طبقة ،مخلصا فى الدعوة للخير ، يحرص على إسعاد أهله وذويه وطلبته ومريديه وكافة محبيه .وكان لفضيلته اهتمام خاص بمريده فى مسألة معيشته ،فهو يربى فى داخل المريد الهمة الكبرى والعزة والأنفة ،ويرغبه فى الكدو العمل والجد ،لكسب نعمة العيش ،ويحذره من الكسل والبطالة ،وأن يتكفف الناس ويبقى عليهم عالة ،وعلى هذا المنهج القويم سار الشيخ بطلبته نحو الصراط المستقيم ، فانتفع به خلق كثير فى سائر الأصقاع وجميع البقاع .

    شخصية الإمام وأثره
    تميز الإمام الشيخ محمد بالقائد بشخصيته الفريدة ،وخصاله المجيدة ،وجهاده العلمى والإصلاحى ،وبدور عظيم فى تاريخ الإصلاح والتجديد ،حيث قاد مسيرة المريدين وسرى بهم فى ركب المحبين مستنيرا بضياء الشريعة .وربى الشيخ طلبته ومريديه على تنظيف النفس من أدران النقص ،والتسامى بهم إلى مستوى أنبل ومكانة أرقى ،فنتج عن ذلك صفاء فى السريرة ..وكثيرا ما كان يردد على مسامع طلبته الهمة يا أبنائى ،طريقنا هذه تصديق وتحقيق ،لا ترقيع وتلفيق ..عليكم أبنائى بالمجاهدة كى تحظوا بالمشاهدة ..طريقنا هذه كلها جد وعمل وتفانى وإخلاص وغض بصر وطهارة يد وفرج ولسان.وإخلاص قلب ومراقبة رب

    منهج الإمام
    وكان منهج الشيخ منهجا ربانيا يقوم على الصفاء والإخلاص والعمل والجد فى كل شئ .. وقد أقام دعوته على عدة مبادئ وأسس أهمها التوبة التى هى أول مراتب مسار المريد ، وبداية مراقى درج صعوده فى مقامات الرقى والكمال التى ينشدها الشيخ لمريده ،وهى من أهم الأعمال وأخطرها شأنا وأجلها وأعظمها أثرا .ومن بين المبادئ الأخرى ،العلم الذى هو الأساس المتين والحرز المكين والحصن الحصين لمنهج الشيخ فى دعوته وهو الأساس المتين الذى بنى عليه الشيخ طريقته والحرز المكين الذى أحل فيه طلبته .أما التقوى كأساس من أسس دعوة الإمام بالقائد ، فهى من أهم مبادئ دعوته وأسلوبه فى تربية المريدين ،وكذلك اعتمد الشيخ الإمام الأدب ،الذى هو فرع من الاخلاق وهو رياضة النفس على ما به محاسن الأخلاق فهو صورة وصدى تظهر من خلاله الفضائل الإسلامية والقيم الإيمانية والمحاسن الدينية .كما اعتمد الإمام فى دعوته الحياء الذى هو شعبة من شعب الإيمان ، حث عليه ورغب فيه ..وكذلك اعتمد الخشوع الذى هولين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته ..وكانت الهمة من أهم أركان دعوة الإمام ،وهى من أهم المبادئ التى ربى عليها طلبته ومريديه ،والهمة فى مجموعها هى تلك العقيدة المتينة والثقة الراسخة التى هى معين لا ينضب وينبوع متدفق للنشاط والحماس واحتمال المصاعب .أما المحبة الصادقة ،فكانت من المبادئ الأساسية فى منهج الشيخ الإمام ونتيجة لهذه المحبة أثمرت ثمرا يانعا رأفة وشفقة على جميع الخلق .. وكذلك الصبر الذى كان من المبادئ والأسس التى ربى الشيخ عليها مريديه وطلبته .

    الإمام والوقت
    ولقد كان الإمام رحمه الله شديد المحافظة على الوقت ،حريصا كل الحرص على اغتنامه وعدم إضاعته هدرا فلا يرى إلا وهو فى عمل متواصل بلا كلل ولا ملل ،وكل أوقاته طاعة وذكر وعبادة وصلة للأرحام ومواساة للإخوان وزيارة للمرضى وتفقد الطلبة وتدريس لهم وقضاء لمصالحهم .ولقد كان الشيخ رحمه الله شديد الحرص والعناية والاهتمام والرعاية بتوجيه طلبته لاغتنام وقت السحر لأنه أنقى الأوقات وأصفاها ،وقت التجلى والفيوضات والنفحات والبركات ولا أطهر للنفس وأنقى من الذكر فى ساعة السحر .وقد عاش رحمه الله طيلة حياته جاد النصح لطلبته ومريديه ،متابعا لسلوكهم ومعاملاتهم فى شتى المجالات حتى وافاه الأجل وهو على صالح العمل فلقى ربه راضيا مرضيا وانتقلت روحه إلى بارئها مساء يوم الجمعة (29 ربيع الثانى عام 1491 هجرية الموافق 21أغسطس عام 1998 ميلادية ودفن يوم السبت بمقبرة الشيخ السنوسى بمدينة تلمسان ..فرضى الله تعالى عن الإمام ورحمه رحمة الأبرار وأنزله منازل الأخيار فى جنة الخلد مع جده المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم و بارك لنا في بقيته و وريثه سيدي محمد عبد اللطيف بلقائد نفعنا الله به آمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 7:41 pm